العادات هي أفعال نقوم بها بشكل تلقائي ومنتظم دون الحاجة إلى تفكير أو جهد. العادات تشكل جزأ كبيرا من حياتنا وتؤثر على صحتنا وسعادتنا وإنجازاتنا. لذلك، من المهم أن نتعلم كيف نبني عادات جيدة تدعم أهدافنا ورؤيتنا للحياة.
في هذا المقال، سأشارك معكم بعض النصائح والخطوات التي تساعدكم على بناء عادات جيدة والتخلص من العادات السيئة. هذه النصائح مستوحاة من كتاب “العادات الصغيرة” للمؤلف جيمس كلير، الذي يقدم فيه نظرية علمية وعملية لتغيير السلوك.
1. ابدأ بالعادات الصغيرة
إحدى أكبر الأخطاء التي يرتكبها الكثير من الناس عندما يريدون بناء عادة جديدة هو أن يضعوا أهدافا كبيرة وطموحة تتطلب منهم تغيير كبير في حياتهم. مثلا، إذا كان هدفك هو ممارسة الرياضة، فقد تقرر أن تذهب إلى الجيم خمس مرات في الأسبوع لمدة ساعة في كل مرة. هذا الهدف قد يبدو محفزا في البداية، لكنه صعب التحقيق والالتزام به في المدى الطويل.
الحل هو أن تبدأ بالعادات الصغيرة، أي الأفعال التي تستغرق وقتا قصيرا ولا تتطلب جهدا كبيرا. مثلا، بدلا من أن تذهب إلى الجيم خمس مرات في الأسبوع، قد تقرر أن ترتدي ملابس الرياضة وتخرج من المنزل لمدة خمس دقائق في كل يوم. هذه العادة الصغيرة سهلة التنفيذ ولا تشكل عبئا على نفسك. بالإضافة إلى ذلك، فإنها تساعدك على تكوين روتين يجعلك تشعر بالانتظام والثقة في نفسك.
2. اجعل العادات جذابة
إذا كانت العادة التي تريد بناؤها مرتبطة بشعور سلبي أو مملا، فإنه من المحتمل أن تفشل في التزام بها. مثلا، إذا كانت ممارسة الرياضة تثير فيك الملل أو التعب أو الألم، فإنك قد تجد صعوبة في استمرار فيها. لذلك، من المهم أن تجعل العادات جذابة وممتعة قدر الإمكان.
إحدى الطرق لتحقيق ذلك هي أن تربط العادة الجديدة بعادة قديمة تحبها وتستمتع بها. مثلا، إذا كنت تحب الاستماع إلى الموسيقى، فقد تقرر أن تستمع إلى قائمة موسيقية محددة فقط عندما تمارس الرياضة. هذا الربط يجعلك تشعر بالحماس والتشويق للقيام بالعادة الجديدة، لأنك ترتبط بشيء تحبه.
3. اجعل العادات سهلة
كلما كانت العادة أسهل وأبسط، كلما كانت أكثر احتمالية للتنفيذ. إذا كانت العادة تتطلب منك الكثير من التخطيط أو التحضير أو التنظيم، فإنك قد تفقد الحافز أو تجد عوائق تمنعك من القيام بها. مثلا، إذا كان عليك أن تذهب إلى مكان بعيد أو تشتري معدات غالية أو تحجز موعدا مسبقا لممارسة الرياضة، فإن هذه الخطوات قد تزيد من صعوبة العادة.
الحل هو أن تجعل العادات سهلة قدر الإمكان، بحيث لا تحتاج إلى أي جهد إضافي للقيام بها. مثلا، بدلا من أن تذهب إلى مكان بعيد لممارسة الرياضة، قد تقرر أن تفعل بعض التمارين في منزلك أو في حديقة قريبة. بدلا من أن تشتري معدات غالية، قد تستخدم ما هو متوفر لديك من أشياء بسيطة. بدلا من أن تحجز موعدا مسبقا، قد تخصص وقتا ثابتا في يومك للقيام بالعادة.
4. اجعل العادات مجزية
الجائزة هي المحفز الأقوى لبناء عادات جديدة. عندما نشعر بالارتياح أو السعادة أو التقدير بعد القيام بشيء ما، فإن ذلك يزيد من احتمالية تكراره في المستقبل. والعكس صحيح، عندما نشعر بالإحباط أو الخيبة أو الانزعاج بعد القيام بشيء ما، فإن ذلك يقلل من احتمالية تكراره.
ولذلك، فإنه من المفيد أن نضع لأنفسنا جوائز صغيرة وملموسة عندما ننجز العادات التي نريد بناؤها. مثلا، إذا كنت تريد أن تكتب مقالة كل أسبوع، فقد تمنح نفسك جائزة عبارة عن شوكولاتة أو فيلم أو مكالمة مع صديق. هذه الجوائز تعزز شعورك بالرضا والإنجاز، وتشجعك على الاستمرار في العادة.
في الختام، يمكننا أن نقول إن بناء عادات جديدة ليس بالأمر السهل، ولكنه ليس مستحيلاً. إذا اتبعنا بعض الإستراتيجيات البسيطة والفعالة، فإننا سنتمكن من تغيير سلوكياتنا وحياتنا للأفضل. هذه الإستراتيجيات هي: اجعل العادات واضحة، اجعلها جذابة، اجعلها سهلة، واجعلها مجزية. بتطبيق هذه الإستراتيجيات، سنصبح أشخاصًا أكثر إنتاجية وإبداعًا وسعادة.
قد ترعب في مشاهدة هذا الفيديو: قوة الصمت – أسرار لم يخبرك أحد عنها